بقلم- أ/توفيق الحميري
الاربعاء 23 ربيع الاول
1444ه
ينتصر الحق ويظهره الله
فيزهق الباطل , وبالنصر تتهيأ عقول وأفئدة الناس للفتح المبين، ذلك الفتح يستهدف البصائر
فترتقي الناس وعياً ويقيناً ويدخلون في مشروع الحق بقناعات بيّنه ومبنيّة على براهين
محقّة ومحققة.
ومن عايش هذا المشروع القرآني وعاصر انطلاقته والمراحل
التي مرّ بها خلال العقدين الماضيين يثق تماما بوجود التأييد الالهي المصاحب لهذه المسيرة
وهذا القائد بكل مقاييس ومعايير سنن التأييد الربانية. فكلما سقط عنوان من عناوين الباطل
تتغير القناعات تباعا لدى الكثير من المتأملين والمفكرين والمؤثرين على العامة من ابناء
الأمة ممن كانوا خصوما لنا وسبق لهم ان وقفوا في صف الباطل مع المستكبرين ضدنا وينحاز
جزء منهم لصف الحق فيصتنع الطاغوت لاتباعه عنوانا بديلا وعجلا جديدا و ذريعة أخرى يمترسهم
خلفها ويحشدهم ويحشرهم فيها ضد الحق حتى يأذن الله بزوال ذلك المترس ويسقط عنوان آخر
للباطل فتتغير قناعات بعض اولئك الذين لم يقفوا ضدنا ولم يناصرونا ولو بكلمة وتتغير
الصورة لدى الكثير ممن وصلتهم عنا صورة مغلوطة وعن هذه المسيرة وعن القائد الملهم والمؤيد
يحفظه الله ، فتصبح مواقفهم مغايرة ...
كلما أيدنا الله بنصر من
عنده وكلما دققوا وناقشوا وبحثوا عن الاجابة المقنعة والكافية بصدق على السؤال :لماذا
وكيف ينتصر هؤلاء الانصار؟ يكون الجواب " هو الله ".
حتماً الناس بفطرتهم وتأملهم وبحثهم السليم يصلوا
الى الاجابة الصحيحة وهي النعمة التي تستوجب الشكر والتسبيح لله العلي العظيم، كلما
تتجلى الحقيقة والسّر وراء هذه الانتصارات هو وجود تأييد الله وفضله علينا بتوكلنا
عليه والسير على منهجية القرآن وتعاليمه وبمعية قيادة ترجمت مبدأ ولاية الله فتحققت
الآيات العظيمة التي اعجزت وافشلت امريكا بكل امكانياتها وادواتها وحلفاءها واموال
عائدات النفط ومنافقي النفوذ الدولي كلها تلاشت امام شعب سلاحه التوكل على الله..
وهنا يحاول جنود الباطل
وشياطين الإنس بث الاباطيل ويتخذون وسائل تظليل بديلة تسعى لتحريف ما ظهر من الحق وحرف
الناس بوسائل تشويه جديدة او تشتيتهم باجترار شبهات سابقة واعادة انتاج طرق التفرقة
والاختلاف.
تتساقط اوراق امريكا من
افلاس تلو الاخر من حرب القضاء على التمرد ضد الدولة الذي انتهى بوصولنا للدولة وعنوان
تسليم أسلحة الدولة انتهى بعروض عسكرية شهدت بأمتلاك اليمن لاحدث الصناعات الحربية
على مستوى الامة العربية ، عنوان القضاء على الانقلاب انتهى بعنوان استعادة الشرعية
من فندق الى فندق ، ويافطة الامن القومي العربي انتهى ببيع تيران وصنافير ونيوم لكيان
العدو الصهيوني ، انتفخت اوداج اعناقهم زيفا وشطحا بحرب حمايتهم لمقررات مجلس الأمن
وانتهى امرها بمناشداتهم المجتمع الدولي للدفاع عنهم كمصادر للطاقة العالمية ، ولا
ننسى الحرب الطائفية التي اعلنها السديس من امام الكعبة فانتهت باعلان صفقة القرن وفتاوى
جواز التطبيع ودعاء السديس لترامب ، واما حروب (السلف الصالح واهل الصنة) انتهت بنقل
مكبرات صوت المآذن الى المراقص ونوادي المواجن. .
بين الفينة والاخرى تتضح
مخاوفهم اكثر وتصغر مبرراتهم وتبدو هشاشة وضعهم ومستويات تفكيرهم بمراحل الهبوط للدرك
الاسفل دنيا وآخرة وباتوا يخافون مابعدها حتى وصل حالهم لدرجة ارسال عناصر مخابراتهم
كأدعياء للمهدي ودعمهم كي يعتبروها غلطة وزلة محسوبة على هذا الشعب الذي ارعبهم حجم
ومقدار ولاءه وثقته وحبه لقائد الثورة ..
بلعبة ادعياء المهدي وكثرة
المهادين يُكشف لنا حقيقة مخاوفهم القادمة التي سأقولها لكم ماهي !! إنهم يخشون اتساع
جغرافية وقاعدة الجماهير المحبة والمناصرة للسيد *ابو#جبريل* ليس فقط في عموم اليمن
والشام بل من وصولها الى الحجاز وتبوك وارض الحرمين وشرق افريقيا وشمالها ..
اقول لهم ثقوا وتأكدوا
ان مضافة صنعاء ستمتلئ وفودا واستقبالا وتكتض مطاراتنا بزيارات المحبين أنصارا واتباعا
وستأتي اليه افواجا رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق وإن غدا لناضره قريب..
واخيرا تعالوا لنراجع ونقارن
من خلال متابعاتنا ومعايشتنا وترجمتنا ورصدنا لمستوى تلك الخطابات والكتابات ونبرة
التصريحات وكيف كانت التوقعات والمعلومات الصادرة من مؤيدي تحالف العدوان الامريكي
السعودي على اليمن بالتزامن مع الاشهر الاولى للعدوان وكيف اصبحت اليوم ؟؟!!
هل بات حجم المساندين والاتباع
بنفس قناعاتهم ومواقفهم للتحالف الاجرامي كما هو عليه حتى اليوم؟
تقول احدى نظريات علوم
السياسة "حين يحتدم الصراع اذا قال لك جزء ممن كانوا بالامس حلفاءك انهم اصبحوا
اليوم على الحياد فاعلم انك تخسر الميدان واذا وجدت خصمك لا يشكو من خذلان اتباعه فتأكد
انك قد انهزمت،" هذه نظرياتهم هم تقول لهم لقد انهزمتهم ولكن طبيعة المستكبرين
وتحقق سنن الله فيهم حتى اثناء ترنحهم وانهزامهم يعجزون عن المواجهة لتلك الحقيقة ويهربون
من الاعتراف بها فيفشلوا في تدارك الخسائر ويبحثوا عن مخابئ وهمية ومبررات مزيفه ليوهموا
انفسهم وما بقي من اتباعهم من خلالها انهم
على صواب حتى يزول وجودهم ويهلكهم الله بذنوبهم واستكبارهم..
أما القرآن الكريم بآياته
المحكمة يقدم لنا وعداً صادقا بقوله (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) ويؤكد لنا عهدا
لا ريب فيه بقوله (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).

0 تعليقات